
لم يسبق للنادي الإفريقي على امتداد تاريخه الطويل أن عرف أزمة مثل التي يعيشها الآن..فهذا الفريق الذي كانت معضلته إيجاد رئيس مناسب يقود "السفينة" وعثر على مرشح لخلافة كمال ايدير بشق الأنفس أصبح بين عشية وضحاها "برأسين" أو بالأحرى مرشحين لرئاسة الجمعية هما جمال العتروس والشريف باللامين وكان يمكن لهذه الوضعية أن تكون طبيعية لو لم تحصل بعد تزكية الأول من الكبار وحتى الصغار وشروعه في العمل بعد تشكيله هيئة مديرة...
لكن منذ يوم الأحد الفارط برز الشريف باللامين بقدرة قادر كمرشح جديد لرئاسة الفريق وشرع بدوره في تشكيل هيئة مديرة بل دخل في صلب الموضوع بالشروع في معالجة بعض الملفات العالقة...
وأفرزت هذه الوضعية هيئتين ومشروع رئيسين للفريق :
هيئة كانت تعمل إلى غاية يوم الأحد الفارط قبل أن تتوقف لتنتظر...وهيئة شرعت العمل منذ نفس ذلك اليوم...
فما الذي حصل وما الذي أوصل فريق باب الجديد لهذه الوضعية قبل الإجابة عن هذا السؤال لا بد من التذكير بأن عملية اختيار مرشح لرئاسة الجمعية تتم من قبل كبار النادي على غرار بقية الأندية وهم بالنسبة إلى النادي الإفريقي السادة حمادي بوصبيع وبلحسن الطرابلسي وحمودة بن عمار وفريد عباس وعزوز لصرم وسعيد ناجي والشريف باللامين وطبعا فإن مدى تأثير هؤلاء في صنع القرار يختلف من شخصية إلى أخرى لاعتبارات عديدة منها على سبيل المثال حجم الدعم الذي يقدمه للجمعية ومدى التحمس والاستعداد لبلورة القرارات ذلك أن البعض من رجالات النادي يقتصر دوره على تقديم الدعم المادي ويفوض البقية لتزكية واختيار المرشحين للاضطلاع بخطة ما في الفريق بينما استقال البعض الآخر تماما.
وطبعا فإن من تبقى من رجالات النادي هم الذين يتكفلون باختيار المرشحين للاضطلاع بالمسؤولية في الفريق بالتنسيق والتشاور...عادة مع الرئيس المباشر ثم ترفع ترشحاتهم إلى السلط الجهوية والمركزية التي تبارك في أغلب الأحيان اقتراحات كبار الجمعية وهذا ما حصل تقريبا مع المرشح جمال العتروس...الذي لم يشرع في مباشرة مهامه إلا بعد إخطاره بتزكية مباركة لترشحه...
لكن بما أن الجلسة العامة لم تعقد بعد فإن جمال العتروس ظل مجرد مرشح للرئاسة وهو ما فسح المجال لأحد كبارات النادي لترشيح الرئيس السابق الشريف باللامين لنفس الخطة..
وبقطع النظر عن الأسباب التي أدت إلى هذا الموقف فإن الثابت أن هذا الاختيار زاد في تكريس الانشقاق الموجود أصلا بين رجالات النادي فضلا عن المأزق الكبير الذي وجدوا أنفسهم فيه إما بتزكية رئيس جديد بعدما سبق لهم ان زكوا جمال العتروس وطووا هذا الملف هذا الوضع المتردد والمتناقض أثار حفيظة الجماهير الذين رأوا في هذه السلوكات التسييرية ارتجالا وعشوائية فكأن كبارات النادي اتخذوا من الفريق كرة يتقاذفونها فيما بينهم ليتأكد الرأي القائل بأن معضلة الافريقي أصبحت في كباره....